
الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق يرفع اسعار السلع الغذائية

هواكم: حذرت إحدى أكبر النقابات العمالية في بريطانيا من زيادة مرتقبة على قيمة فاتورة التسوق العائلية الاسبوعية تتخطى الـ 800 جنيه استرليني سنوياً في حال خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
وكشف تحليل اُجري لصالح نقابة "جي أم بي" العمالية أنّ قيمة المنتجات في سلة تسوق عادية في متاجر البقالة ستزيد بمقدار 15.61 جنيهاً استرلينياً اسبوعياً، أي ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 17 في المئة، في حال اضطرت بريطانيا إلى الالتزام بقوانين منظمة التجارة العالمية التي تفرض رسوماً على عدد كبير من المنتجات.
وسبق أنّ صرّح أكثر من مرشّح لزعامة حزب المحافظين، ومن بينهم بوريس جونسون الذي يتقدم السباق على قيادة الحزب هذا، عن استعداده للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل الى اتفاق ناظم، والاحتكام بالتالي لشروط منظمة التجارة العالمية، في 31 أكتوبر/تشرين الأول إذا ما تعذر التفاوض من جديد على الاتفاق الذي توصلت اليه تيريزا ماي بحلول هذا الموعد.
ورفض دومينيك راب ان يستبعد تعليق جلسات البرلمان خلال المدة التي تلي موعد بريكست النهائي، وهو يصادف عيد الهالوين، من أجل الحؤول دون عرقلة النواب الانسحاب من دون اتفاق.
ويترتب على قوانين "منظمة التجارة العالمية" المتعلقة بـ "الدولة الأولى بالرعاية"، زيادة في أسعار السلع، منها زيادة 42 قرشاً على قالب الزبدة البالغ وزنه 250 غراماً (اي بزيادة تبلغ 28 في المئة ) و62 قرشاً على قالب جبنة تشدر يبلغ وزنه 460 غراماً (اي بارتفاع 26.9 في المئة)، و43 قرشاً على العلبة التي تضمّ 8 أصابع من النقانق (اي بارتفاع 25.3 في المئة)، و32 قرشاً على كيس البطاطا البالغ وزنه 2.5 كيلو (اي بزيادة 14.4 في المئة)، و2.56 جنيهاً استرلينياً على قنينة النبيذ الأحمر (اي بارتفاع 32 في المئة) وذلك وفقاً لتحليل اجرته شركة "اكويتي أناليسيس".
وبعيد الاعلان عن هذه الأرقام عشية انعقاد المؤتمر العام لنقابة "جي أم بي" العمالية في مدينة برايتون، قال الأمين العام للنقابة تيم روش "إن المرشحين على زعامة حزب المحافظين الذين يستسهلون الحديث عن الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق يتجاهلون بشكل كامل تداعيات هذا الأمر على الطبقة العاملة".
"سترتفع أسعار السلع الأساسية في الأسر ارتفاعاً جنونياً إذا ما تسنى للمتشددين من أمثال راب وجونسون أن ينالوا مرادهم. ولكن من أين لهم أن يأبهوا بحياة الناس في وقت لا يريدون أن تقف عائقاً يحول دون تحقيقهم طموحهم الشخصي داخل حزب المحافظين؟ "فإما أنهم قاصرون عن فهم نتائج الانفصال وفقاً لشروط منظمة التجارة العالمية أو أن هذه المسألة ببساطة لا تعنيهم.
"إذا اختار حزب المحافظين زعيماً له لا يسوءه أن يدفع بنا نحو هاوية بريكست، أي انسحاب من دون اتفاق على التجارة ومن دون اعفاءات جمركية على السلع الغذائية، فستترتب على هذه الخطوة عواقب اقتصادية ترزح تحتها البلاد على امتداد جيل كامل. وهذا ما لن يغفره لهم الناس أبداً في صناديق الاقتراع ".
وقال النائب عن حزب العمال، كلايف لويس، وهو يؤيد حملة "الأفضل من أجل بريطانيا" الداعية الى تنظيم استفتاء "الكلمة الأخيرة"، "لا يدرك المرشحون على زعامة حزب المحافظين الذين يؤيدون تنفيذ بريكست من دون اتفاق ما معنى أن يكون المرء من العمال في بريطانيا".
"ويعود اختيارهم لهذا المسار الكارثي إلى أنهم لن يضطروا البتّة الى العمل في سبيل تأمين كفاف عيشهم".
"من المعيب أن هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن قيادة البلاد تعود إليهم. ما نحتاجه الآن هو استفتاء كلمة أخيرة حول بريكست ليقرر الناس ما إذا كان الانفصال في مصلحتهم أو أنّ ثلة من الأثرياء تستغل استفتاء العام 2016".
© The Independent
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات
لا يوجد تعليقات في الوقت الحالي!
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات