الملاريا .. طاعون جديد يهدد حياة المصريين في الجنوب

تابعنا على:   14:15 2019-09-22

هواكم - سادت حالة كبيرة من الهلع والخوف بين المواطنين في مصر خاصة في الجنوب بالصعيد؛ وذلك بعد الإعلان عن إصابة عدد من الأشخاص بمرض الملاريا المميت، خشية من تفشي الوباء خاصة مع قرب بداية العام الدراسي بجميع المراحل؛ لأنه ينتشر بشكل كبير بين الأطفال.

ارتفع عدد المصابين بالملاريا بشكل كبير، ففي مستشفى حميات أسوان، احتجز مجند بقوات حفظ السلام بمالي، والذي دخل البلاد في 9 سبتمبر الجاري عبر مطار القاهرة شرق، ويقضي إجازته مع أسرته بمنطقة الشيخ هارون بمدينة أسوان، وكان يعاني من آلام بالجسم وحمى، وجرى نقله إلى مستشفى الحميات، وبعد سحب عينات منه وتحليلها تأكدت إصابته بالملاريا الخبيثة، ليرتفع بذلك عدد الحالات التى تأكدت إصابتها بأسوان إلى 11 حالة منذ بداية شهر سبتمبر الجاري.

وتزايدت المخاوف بين المواطنين في مصر، بعدما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" عن والي شمال دارفور، قوله "إن مرض الملاريا سجل انتشارًا كبيرًا، خلال هذه الأيام، بسبب ارتفاع معدلات هطول الأمطار في الولاية مؤخرًا"؛ نظرًا لقرب المسافة الحدودية مع محافظات الجنوب المصرية، وتزايد احتمالية نقل المرض عن طريق القادمين من السودان، وتفشي الوباء خاصة مع ارتفاع عدد الإصابات من يوم لآخر.

وتسبب الإعلان عن إصابة 7 سودانيين بالملاريا، في حالة من القلق بين أهالي أسوان، وخاصة المخالطين للسودانيين في سوق الجمال بمدينة دراو.

وتأتي حالة القلق، بسبب الفترة التي عاشها أهالي أسوان عام 2014 بعد ظهور الملاريا بمنطقة العدوة بمركز إدفو، وتأكد إصابة ٢٢ شخصًا بالمرض آنذاك.

عينات دون نتائج

يقول أحد أهالي أسوان، ويدعى "الطيب": "خايفين نروح سوق الجمال؛ بعد ما عرفنا إن في 2 من التجار السودانيين اتصابوا بالملاريا وتم حجزهما في مستشفى الحميات؛ خوفًا من انتشار العدوى".

ويضيف: "مسؤولوا الصحة حضروا إلى دراو وسحبوا عينات من المخالطين للسودانيين، لكن لا توجد نتائج أعلنت لهذه العينات"، مشيرًا إلى أن وجود السودانيين بالمركز أمر طبيعي، بحكم اعتماد دراو على تجارة الجمال، ووجود أكبر سوق بها، وبشكل يومي يسافر إلى السودان عدد كبير من التجار، وعندما يعودون نفاجأ بظهور الملاريا.

وتضيف، "زلفة"، نوبية، بأنها أصيبت بمخاوف كثيرة، كما أنها فكرت في مغادرة منزلها والسفر للقاهرة لتقيم مع نجلتها حتى اختفاء المرض، ولكنها تراجعت خوفًا من حمل الوباء وإصابة أحفادها، مطالبة المسؤولين بمواجهة المرض على نحو سريع.

غياب الرقابة

ويتساءل عبدالمعبود،  أحد أهالي أسوان: "أين دور الحجر الصحي بالموانئ والمطارات.. لماذا لا يتم حجز المصابين فور وصولهم للمطار أو الميناء؟".

ويكمل حديثه: "خايفين جدًا، إحنا عايشين في رعب، على أهلنا وعيالنا، المرض بينتشر بسرعة البرق، وكل يوم الحالات بتزيد".

واستطرد: "نخشى امتداد  المرض بشكل أكبر لباقي المحافظات بحكم التنقل من المواطنين، وكذا تجار الجمال ممن قد يكونوا مصابين بالملاريا".

الصحة ترفع درجة الاستعداد

مديرية الصحة بمحافظة أسوان المصرية، أعلنت رفع درجة الاستعداد القصوى بإدارة الطب الوقائي لمحاصرة مرض الملاريا ومنع انتشاره بين المواطنين.

ويؤكد الدكتور مصطفى أبوالمجد، مدير إدارة الطب الوقائي بأسوان،أن الذين تأكد إصابتهم جميعهم كانوا في الخارج وقادمين من السودان.

ويشير "أبوالمجد" إلى أن الاحتمال الأكبر، أن السودانيين المصابين بالملاريا؛ دخلوا البلاد في فترة حضانة المرض، ولذلك لم تظهر عليهم الأعراض، ولم يجر حجزهم في الحجر الصحي بالميناء، وفور ظهور الأعراض عليهم والتأكد من إصابتهم جرى حجزهم بمستشفى حميات أسوان.

ولفت إلى أن رفع درجة الاستعداد، إجراء غرضه محاصرة المرض ومنع انتشاره، وخاصة مع ظهور 7 إصابات خلال 5 أيام فقط.

خطة للمواجهة

أما عن خطة مواجهة المرض، يقول وكيل وزارة الصحة، إنه يجري العمل على 3 محاور لمكافحة الملاريا، الأول عبارة عن تقصي حشري بالبحث عن نوع البعوض المتواجد في منطقة الإصابة، وهل هو من النوعية الناقلة للمرض أم لا؟، وحتى الآن لم يعثر على البعوض ناقل للمرض.

وتابع: المحور الثاني، المقاومة سواء الحشرية بالمبيدات والمقاومة الطبيعية بردم البرك والمستنقعات وتطهيرها، وتوعية الناس بعدم التعرض للدغات الناموس قدر الاستطاعة، والبعد عن البرك والمستنقعات، وتقليل التواجد في الفترات بين الغروب والشروق والتي يكثر فيها انتشار الناموس، وعدم ارتداء ملابس داكنة، أو جاذبة للناموس، واستخدام الصواعق في الأماكن المفتوحة.

ولفت إلى أن المحور الثالث يركز على تقصي بشري أو تقصي وبائي، ورصد المخالطين للمصابين، وإجراء تحليل لهم، وبالفعل بدأ فحص 350 شخصًا من المخالطين للمصابين الـ7، وجاءت النتائج سلبية، وسوف يستمر فحص المخالطين لمدة أسبوع.

توفير العلاج

كانت منظمة الصحة العالمية، قد ذكرت في بيان لها، إن اللقاح المعروف باسم (أر تى إس إس) سيكون متاحًا للأطفال من عمر 6 أشهر في مناطق مختارة من البلاد، مشيرة إلى أن اللقاح هو الأول والوحيد الذي يقلل بشكل ملحوظ من الملاريا لدى الأطفال.

ونوهت المنظمة إلى أن الملاريا تودى بحياة طفل واحد كل دقيقتين وهي المرض الذى يعتبر القاتل الرئيسى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في دولة كينيا.

وأفادت بأن تجربة اللقاح ستوفر المعلومات والبيانات الرئيسية بشأن الاستخدام الواسع للقاح في إفريقيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات

لا يوجد تعليقات في الوقت الحالي!

أضف تعليقك

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات