بعد بتر قدميه بأفغانستان.. مصور بريطاني يوثق فظائع الحروب بمعرض فني في الدوحة

تابعنا على:   09:10 2019-10-04

هواكم - أمضى المصور البريطاني جايلز دولي عشر سنوات موثقا لتأثيرات الصراع على المدنيين في العالم، تعرض خلالها لانفجار لغم أثناء توثيقه لفظائع الحرب في أفغانستان عام 2011، مما أدى إلى بتر قدميه وذراعه اليسرى.

وقد دفع دولي ثمنا باهظا من أجل تأدية عمله، لكنه حصل في المقابل على قيمة كبيرة عايش بها قصصا إنسانية مروعة لا يمكن لأي مصور آخر أن يفهمها، وهو ما جعله يسلط الضوء على الآثار الطويلة الأمد للحرب من خلال المعرض الفني الذي افتتح الثلاثاء الماضي في مطافئ مقر الفنانين بالعاصمة القطرية الدوحة تحت عنوان "الأبعاد الفنية لعالم أكثر صحة".

ويستكشف المعرض العلاقة بين الفن والصحة من خلال أعمال المصور الوثائقي دولي، وقد ضم صورا فنية لأطفال الروهينغا توثق مشروعا أطلقته منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.

الإعاقة والصراع المسلح وجهان لمعاناة البشر 

وتضم مجموعة دولي الفوتوغرافية أعمالا من العراق تتناول جهود الرعاية الصحية والشفاء في مدينة الموصل لمنظمة "طوارئ" الصحية الخيرية، بينما توفر مجموعة "الإعاقة والنزاع المسلح" نظرة على حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات في خضم النزاعات المسلحة.

ونظم المعرض بالتعاون بين مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" -وهو منصة عالمية للرعاية الصحية يتبع مؤسسة قطر- ومطافئ مقر الفنانين بالدوحة.

وتعتبر الرئيسة التنفيذية لمؤتمر "ويش" سلطانة أفضل أن المعرض انبثق من تقرير "ويش" لعام 2018 الذي جاء تحت عنوان "الرعاية الصحية في ظروف النزاعات"، والذي أوصى بتوعية الجمهور العام عبر تنظيم الفعاليات والأنشطة التعليمية.

وعبرت سلطانة عن أملها بأن يساهم هذا المعرض في التوعية من الآثار المروعة للحرب والعنف، خاصة على الفئات الأكثر هشاشة خلال زمن النزاعات، لافتة إلى أن تسليط الضوء على أعمال جايلز دولي الفوتوغرافية تعطي للجميع العظة بضرورة إيقاف الحروب حول العالم وصور تقديم الرعاية الصحية الجيدة.

المعرض تناول معاناة الشعوب من الحروب والصراع

التفكير والتأمل
وتضيف سلطانة في حديثها للجزيرة نت أن المعرض فرصة للتفكير والتأمل في ضرورة إيقاف الحروب حول العالم، بالإضافة إلى إيقاف جميع أعمال التمييز بين البشر، موضحة أن المعاناة التي رصدها دولي خلال عشرة أعوام من عمله في توثيق معاناة البشر من الحروب تعطي الدروس للعالم أجمع بضرورة التحرك.

أما مدير مطافئ مقر الفنانين خليفة العبيدلي فقد أكد في حديثه للجزيرة نت أن المعرض يعطي رسالة كبيرة مفادها أن للفن تأثيرا كبيرا على كافة مناحي الحياة، فالمصور البريطاني استطاع بالكاميرا رصد معاناة الناس مع الحروب والصحة واللجوء.

صورة من أعمال المصور جايلز التي ركزت على الرعاية الصحية في العراق وفلسطين والروهينغا

ويضيف العبيدلي أن هناك عدة فعاليات تتزامن مع المعرض، مشيرا إلى أنه أقيم في الحديقة الخاصة لمطافئ مقر الفنانين حتى يتسنى للجمهور زيارته طوال ساعات اليوم.

ويقدم المعرض برنامجا متكاملا من الفعاليات للمدارس والجامعات والمهنيين العاملين في مجال الرعاية الصحية وعشاق الفن والتصوير. وتشتمل الفعاليات المفتوحة للجمهور على جلسة للعلاج عبر الفن ينظمها أعضاء من فريق منظمة "أنقذوا الأطفال"، ممن سبق لهم العمل في مخيمات اللاجئين في "كوكس بازار"، فضلا عن ورشة عمل حول فن التصوير يقدمها جايلز دولي الذي سيقود نقاشا عاما حول تجربته الشخصية في سينما مطافئ الدوحة.

المصدر : الجزيرة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات

لا يوجد تعليقات في الوقت الحالي!

أضف تعليقك

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات