
السينما تواجه اتهامات بالمسؤولية عن جرائم القتل في مصر.. وخبراء يردون

هواكم - شهدت مصر خلال الأیام القلیلة الماضیة، حالة من الجدل الشدید بسبب تعدد جرائم القتل التي راح ضحیتها الكثیر من الشباب إثر تهورهم في التعامل مع بعضهم البعض، الأمر الذي شبهه الكثیر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنه مثل الأفلام السینمائیة التي تحتوي على جرائم عنف وقتل بالسلاح الأبیض في السینما المصریة.
ضحیة الشهامة وإبراهیم الأبیض
على غرار قضیة المنوفیة التي راح ضحیتها شاب في الثامنة عشر من عمره، على ید 3 من أصدقائه، تكرر سیناریو مؤلم للغایة ومشابه تماًما لتلك الجریمة السابقة، حیث كتبت السطور الأخیرة في حیاة شاب بمیدان فیكتیوریا في منطقة شبرا بالعاصمة المصریة القاهرة، على ید مسجل خطر، بعدما نشبت مشادة كلامیة بین المسجل وصدیق الضحیةر الذي جعله یدافع عن صدیقه حتى وقع ضحیة طعنات نافذة في الجسد.
رواد مواقع التواصل شبهوا هذه الواقعة المریرة، بمشهد للفنان المصري أحمد السقا، في فیلمه إبراهیم الأبیض،حیث یقف على ناصیة شارع بینما یضایق المارة في طریقهم لینقلب المشهد في لحظة إلى حرب شوراع فیخرج الآخر سلاحا أبیض من جانبه ویطعن الضحیة لیلفظ أنفاسه الأخیرة ویموت على الفور.
ضحیة الشهامة وولاد رزق
القضیة التي أثارت جدًلا واسًعا بین الرواد خلال الأیام الماضیة، والتي عرفت بـ"ضحیة الشهامة" في محافظة المنوفیة، حیث الشاب محمود البنا البالغ من العمر 18 عاًما، الذي لقى مصرعه على ید 3 من أصدقائه، في عمر السابعة عشر، إثر معاتبته لهم لمعاكسة فتاة كان تمر بأحد شوراع مدینة تلا بالمنوفیة.
المشهد السابق شبهه الرواد بعصابة "ولاد رزق" في الفیلم المصري الشهیر الذي عرض جزأه الثاني في الفترة الماضیة، حیث ینتظر 3 شباب فریستهم في أحد الشوراع الفرعیة، وعلى الفور ینتقضوا علیه ضرًبا بالأسلحة البیضاء لیسیل دمه ویلفظ أنفاسه الأخیرة، بینما ینتظرهم صدیقهم الرابع في دراجة بخاریة "توكتوك" على ناصیة الشارع لیساعدهم في الهرب بعد تحقیق المراد، وهذا ما حدث بالضبط مع شهید الشهامة في المنوفیة أواخر الأسبوع المنصرم.
الأسطورة في الشارع المصري
مسلسل الأسطورة للفنان المصري محمد رمضان الذي عرض في رمضان عام 2017، احتوى على مشهد مثیر، حیث أقدم ناصر الدسوقي على ضرب "مرسي" وألبسه قمیص نوم، بعدما نشر صو ًرا لزوجته شهد بقمیص نومها، هذا المشهد تكرر في محافظة الإسماعیلیة وإن كان هناك اختلافا بسیطا، حیث حاول شاًبا إنهاء خطبته من فتاة واسترداد شبكته التي قدمها، ولكنه وقع ضحیة لتمثیل المشهد السابق على أرض الواقع، حیث انقض علیه أهل الفتاة وأعطوه وجبة دسمة من الضرب، ثم ألبسوه "قمیص نوم" وبدأو في التقاط الصور له ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي فیس بوك.
قابیل وهابیل لم یشاهدا أفلام
قالت الناقدة الفنیة حنان شومان، إن السینما تؤثر على المجتمع وتتأثر به، لأن الجریمة موجودة منذ بدء الخلق حینما قتل قابیل هابیل وبالتالي لیست الأفلام السینمائیة هي السبب في حدوث جرائم العنف في المجتمع، لأن قابیل وهابیل لم یشاهدا أفلاما من الأساس، ولكن الجريمة وقعت، إذن تأثیر السینما یختلف من شخص لآخر.
وأكدت شومان في تصریح خاص لـ"البوابة" أن التأثیر بالسینما یتوقف على ثقافة الشخص ونوعیة السینما ذاتها، لأنه في الغالب إذا كان هناك اثنان یشاهدان أحد الأفلام، فأحدهما قد یتأثر بشخصیة البطل، والآخر قد لا یحدث له شيء، وهنا الثقافة التي یتسم بها الإنسان هي التي توضح مدى التأثیر علیه.
وأضافت شومان، أن القول بأن محمد رمضان هو السبب في التأثیر على الشباب بارتكاب الجرائم بسبب أفلامه، هو قول خاطئ وعار من الصحة، لأن الكاتب الذي وضع السیناریو لم یكتب هذه المشاهد من وحي الخیال، ولكنه وضعها في مؤلفته بعد تكرارها لمرات كثیرة، قبل ظهور محمد رمضان من الأساس، ولكن مع ظهوره تأثیرت به فئة معینة من الشباب.
وأشارت الناقدة الفنیة إلى أن الشباب من الممكن أن یقلدوا الفنانین في الملبس والاستایل، ولكن من المستحیل أن یقلدوهم في ارتكاب الجرائم، مضیفة: "ثقافة الشعب المتدنیة هي السبب في تصدر الطبقة الشعبیة على الفنون، حیث أصبح الفن ینتقل من الشریحة السفلى إلى العلیا بسبب تصدر الثقافة العشوائیة إلى المشهد.
السینما لیس لها علاقة
ورأت الناقدة الفنیة، ماجدة خیراالله، أن أفلام السینما التي تحتوي على مشاهد عنیفة لیس لها تأثیر على الشباب، ولكن الذي یؤثر علیهم هي التركیبات الاجتماعیة، لأن هذه الأفلام موجودة منذ نشأة السینما، مضیفة: "الجریمة التي حدث في المنوفیة وغیرها تدل على النقص في التربیة وفشل الوالدین في تربیة أبنائهم، ولیس لها أي علاقة بالسینما".
وأكدت خیراالله في تصریح خاص لـ"البوابة" أن الفوضى وعدم العدالة هي السبب في انتشار الجرائم، وأن الأفلام توضع في آخر القائمة لأن جرائم القتل تحدث یومًیا في شتى المحافظات.
وردت على تشبیه الرواد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الجرائم بفیلم إبراهیم الابیض، وأولاد رزق، بأن وسائل القتل متعددة، ولكن الوسیلة الأقرب والأسهل في هذه الأیام هي الحصول على السلاح الأبیض واستخدامه في تنفیذ جرائم، مضیفة أن فیلم إبراهیم الأبیض مأخوذ من قصة حقیقیة وعبده موتة یمثل واقعًا، وبالتالي السینما هي التي تتأثر وترصد واقعا یعیشه فئة من المواطنین لیست بقلیلة.
وأشارت أن تركیز السینما المصریة على المناطق الشعبیة بسبب كثرتها في المجتمع، وأن شبابها أصبحوا أكثر الرواد للسینما، موضحة أن السینما تتطور وتتماشى العصر الذي الحالي، فكان قدیًما فرید شوقي یمارس العنف في الأفلام ولكنه كان محبًبا لدى الجماهیر، وبالتالي الجریمة لن تتوقف في السینما المصریة أبًدا ولكنها ستتماشى مع طبیعة العصر.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات
لا يوجد تعليقات في الوقت الحالي!
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات