
تمور الأهواز.. ارتفاع بالأسعار بسبب انخفاض الإنتاج وزيادة الصادرات

هواكم - ارتفعت أسعار التمور في الأهواز الإيرانية بنسبة 100% هذا الموسم، بسبب تراجع الإنتاج وزيادة وتيرة صادراتها للخارج حیث المصلحة الاقتصادية، نظرا لفقدان العملة الوطنية قيمتها جراء العقوبات الأميركية.
وأعلن رئيس منظمة الجهاد الزراعي في الأهواز، كيخسرو جنكلوايي، أن محافظة خوزستان جنوب غربي إيران احتلت المرتبة الثالثة على المستوى الوطني بإنتاجها 190 ألف طن من شتى أنواع التمور.
وكانت الأهواز قد احتفظت بالصدارة في ترتيب المحافظات الإيرانية المنتجة للتمور، واحتلت المرتبة الأولى على المستوى الوطني خلال أعوام عديدة.
وأشار جنكلوايي إلى أن تمور الأهواز تشكل 34% من صادرات التمور الإيرانية إلى الخارج، مؤكدا أن أرباحها بلغت 85 مليون دولار خلال موسم العام الماضي، فضلا عن نشاط نحو 35 ألف شخص في هذا القطاع الذي ينتج 75 نوعا من التمور.
وبالرغم من نمو أغلب أنواع النخيل في الأهواز فإن السعمران والبريم والبرحي والزهدي والكبكاب وكذلك القنطار والخضراوي والخاصو والبيارم، فضلا عن الحلاوي والسكر والديري ودقلة نور والحمراوي، تعتبر من أهم وأكثر أنواع التمور المنتجة فيها.
زراعة النخيل تشكل مصدرا مهما لدعم الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات الأميركية
انخفاض الإنتاج
انخفضت كمية إنتاج التمور في مدينة خرمشهر -التي يسميها الأهالي "المحمرة"- هذا العام بنسبة كبيرة جدا بلغت 50%، الأمر الذي فاجأ الجميع من فلاحين وتجار ومهتمين، وتسبب في خسائر كبيرة جدا، وفقا لتقديرات صرح بها مدير منظمة الجهاد الزراعي بالمدينة محمد مطرودي.
وأرجع مطرودي انخفاض كميات التمور بنحو ثلاثة آلاف وخمسمئة طن إلى جملة أسباب، منها الجفاف وملوحة مياه الري. فيما عزا آخرون سبب تلف 70% من شتلات النخيل خلال العام المنصرم إلى ارتفاع نسبة ملوحة مياه نهر كارون بالذات.
وعلى المستوى الوطني، أعلن رئيس الجمعية الوطنية للتمور بإيران محسن رشيد فرخي، تراجع الإنتاج بنسبة 30%، مرجعا سبب ذلك إلى الجفاف المتفاقم واشتداد درجات الحرارة خلال السنوات الماضية، فضلا عن تزايد الآفات الزراعية.
مضاعفة الأسعار
وأشار إلى ارتفاع سعر التمور بنسبة 100% خلال الموسم الراهن بسبب انخفاض الإنتاج 350 ألف طن، واستفحال التضخم وانعدام الرقابة الكافية والشلل في شبكة التوزيع والصادرات، ما أدى إلى مضاعفة الأسعار في الأسواق المحلية.
فيما أجمع عدد كبير من الفلاحين وباعة التمور على أن سبب ارتفاع أسعارها يعود إلى تهريب كميات كبيرة منها للخارج، ناهيك عن تهافت التجار الإيرانيين والعراقيين على شراء التمور من الأهواز ونقلها للجانب العراقي حيث تحظى بشعبية واسعة.
ويقول المزارع أبو محمد الكعبي للجزيرة نت إنه كان يتوقع انخفاض الإنتاج هذا الموسم نظرا إلى السيول الجارفة التي غطت مساحات واسعة من مزارع النخيل قبل نحو سبعة أشهر، ما أدى إلى تلف العديد منها وتراجع المحاصيل بنسبة 50%.
انخفاض مستوى إنتاج التمور أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 100% في الأهواز
كوارث بيئية
من جانبه، يعزو الناشط الاجتماعي عبد الله مصطفى سبب تراجع إنتاج التمور في الأهواز خلال السنوات الماضية إلى الكوارث البيئية، مؤكدا أن المزارع الأهوازي أصبح لا يستطيع تغطية حاجة الأسواق المحلية لتمور المنطقة.
وأكد مصطفى في حديثه للجزيرة نت، أن فقدان العملة الإيرانية قيمتها خلال أكثر من عام حفّز منتجي التمور على تصديرها إلى الدول المجاورة بشكل عام والأسواق العراقية على وجه الخصوص، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.
ويشكل التلوث البيئي سببا رئيسا لتراجع إنتاج التمور في منطقة الأهواز وفق الناشط البيئي قاسم ناصريان، حيث أكد في تصريح للجزيرة نت، أنه فضلا عن الجفاف الذي لحق بالمنطقة جراء سياسة تشييد السدود، هناك أثر سلبي ملحوظ لمياه الصرف الصناعي على المحاصيل الزراعية.
ووجه الناشط البيئي انتقادات للجهات المعنية في إيران لعدم معالجتها مياه الصرفي الصناعي وفائض مياه مزارع قصب السكر -الذي يحتوي على أملاح عالية- وتحويلها إلى أنهار الري، كما طالب بتدارك الأمر قبل فوات الأوان وخسارة المنطقة مئات الآلاف بل الملايين من نخيلها.
تمور البرحي تعتبر من أكثر التمور شعبية في الأهواز
صادرات التمور
وتشكل زراعة النخيل مصدرا مهما لدعم الاقتصاد الإيراني، في ظل العقوبات الأميركية من خلال تصدير الفائض منها إلى الأسواق العالمية.
ويقدر عدد النخيل في الأهواز بسبعة ملايين نخلة موزعة على أربعين ألف هكتار. وتصدر تمورها إلى 17 دولة منها بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وماليزيا وإندونيسيا وطاجيكستان وأوكرانيا وألمانيا، فضلا عن بعض الدول الخليجية.
وتحظى التمور باهتمام واسع في الثقافة الغذائية لدى الأهوازيين على أنها ثمرة مباركة جاء ذكرها في القرآن الكريم توضيحا لقيمتها الغذائية العالية المتعلقة بصحة الإنسان، بيد أن فقدان العملة الإيرانية قيمتها بسبب العقوبات الأميركية حفزت المصدرين على زيادة صادراتها خاصة إلى العراق، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.
المصدر : الجزيرة
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات
لا يوجد تعليقات في الوقت الحالي!
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا نتحمل مسؤولية الأراء الورادة بهذه التعليقات